دخول التصوف إلى المغرب:
لقد كان لوفود الحجاج المغاربة الفضل في نقل التصوف إلى المغرب وذلك في القرن الحادي عشر الميلادي وكان ممن رحل إلى الشرق ودرس التصوف هناك أبو يعزى المكنى بابن العريف وكان فقيها محدثا بالأندلس وعلي ابن حرازهم وأبو شعيب الصنهاجي وكان هؤلاء على مذهب الغزالي فكان تصوفهم شرقيا قلبا وقالبا شديد الالتزام بالقرآن والسنة وفي الفترة الأخيرة من عهد الموحدين ظهر قطبي التصوف المغربي الذي على يديهما تغير طابع التصوف المغربي وأخذ مجرى مغايرا لما كان عليه بالشرق الإسلامي هذين الرجلين هما أبو مدين شعيب الملقب بالغوث الإشبيلي(1). درس بسبتة ومراكش وطنجة وفاس أخذ علوم الغزالي عن أبي الحسن حرازهم وجمع ما أمكنه جمعه من علوم الأندلس بالمغرب ثم ذهب إلى الشرق حيث التقى بالقطب عبد القادر الجيلالي فأخذ عنه علومه وطريقته ورجع إلى المغرب حيث استوطن ببجاية وتوفي وهو في طريقه إلى يعقوب المنصور الموحدي ملك مراكش. توفي بتلمسان ودفن بها برابطة العباد سنة 594 هـ.
أما القطب الثاني في التصوف المغربي فهو الشيخ عبد السلام بن امشيش بن أبي بكر بن علي بن ادريس الثاني باني فاس. درس على الشيخ علي بن حرازهم وعلى أبي مدين الغوث(2). وعن عبد الرحمان العطار الزياتي الحسني(3) المدني. واعتكف المولى عبد السلام بجبل العلم من شمال المغرب وإلى زهده كان يتعاطى الفلاحة. ولما اشتهر أمره اغتاله ابن أبي الطواجين سنة 625هـ وقبره مزارة بالجبل ح".